في عالم يعج بالابتكارات الطبية، تتجلى روح الأمل والتفاؤل. بينما يعيش بعض الناس في ظلام العمى بسبب مرض تصبغ شبكية العين (RP)، ينطلق توهج التكنولوجيا المبتكرة “Argus II” لينير حياتهم بأمل جديد.
قام خبراء العيون بتطوير عدسة “Argus II”، وأكدوا أن أول مجموعة من المرضى البريطانيين الذين تم زرع الشرائح الدقيقة الإلكترونية لديهم بدأوا يستعيدون “رؤية واضحة ” بعد فترة قصيرة من الجراحة. هذه الأخبار تضئ شرارة الأمل للأشخاص المصابين بمرض RP، الحالة العينية الوراثية التي تتسبب في فقدان البصر بشكل غير قابل للشفاء.
تبرز شركة “Retina Implant AG” في مجال تطوير الزرعات تحت الشبكية، حيث قامت بزراعة هذا الجهاز اللاسلكي لمريضين يعانون من RP في إبريل الماضي، ضمن تجربة تجريبية بريطانية. بعد تفعيل الشرائح الدقيقة، اكتشف المرضى الضوء على الفور وتمكنوا من التمييز بين الأشياء البيضاء على خلفية سوداء، وهو ما أظهرته الاختبارات لاحقًا.

ستخضع مجموعة أكبر من المرضى لاختبارات إضافية ليتأقلموا مع هذا الجهاز الصغير الذي يبلغ حجمه 3 مم × 3 مم خلال الشهور القادمة. أحد تلك المرضى هو روبن ميلار، منتج الموسيقى البالغ من العمر 60 عامًا، الذي لم يتمالك فرحته عندما بدأ بالكشف عن الضوء واستعاد القدرة على رؤية الأحلام بألوان زاهية، ما أعاد الحياة لنفسه التي كانت تتأرجح في ظلام العمى منذ سنوات طويلة.
تستمر تقنية الزرع تحت الشبكية في المراحل التجريبية لأكثر من ست سنوات، حيث أجريت اختبارات مماثلة في ألمانيا أيضًا. بعد اجتياز هذه المرحلة الأخيرة من الاختبارات، يخطط المطورون لطلب الموافقة التجارية، وهو ما يُجسد رسالة الأمل والتفاؤل للكثيرين الذين فقدوا بصرهم بسبب RP. فالجهود المتواصلة للعلماء والأطباء لتحسين نوعية حياة هؤلاء الأفراد، تجسد التزامًا مذهلًا بالتطور الطبي، وترسم طريقًا للأجيال المقبلة للاستفادة من هذا الإرث المشرق.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.