أفادت دراسة أجريت في جامعة “كوليدج لندن” البريطانية بنتائج مذهلة تكشف عن نسبة عالية من نجاح التلاعب بالأصوات باستخدام تقنية التزييف العميق في خداع المستمعين. تبين أن أكثر من 25% من الأصوات المقلدة تمكنت من تضليل حتى الأذنين الأكثر حذرًا وانتباهًا.
واستنادًا إلى فحص أكثر من 500 فرد خضعوا لتدريب مكثف للتمييز بين الأصوات الحقيقية والأصوات المزيفة، توصل الباحثون إلى أنهم فقط استطاعوا التعرف على 73% من الأصوات المقلدة أثناء تلك الدراسة.
التزييف العميق هو فرع مثير في مجال الذكاء الاصطناعي، يستخدم لخلق أصوات ومحتوى بصري يعبر عنها كما لو أنها نشأت من أفراد حقيقيين. واشتهرت هذه التقنية بإنتاج مقاطع فيديو زائفة، مثل الفيديو المشهور الذي يظهر فيه الرئيس السابق باراك أوباما وهو يقول أشياء لم يقلها في الواقع.
تم تنفيذ الدراسة باستخدام اللغتين الإنجليزية والصينية الماندرين، ورغم التشابه في النتائج بين اللغتين، فإن الباحثين اكتشفوا أن الناطقين بالإنجليزية قادرون على التمييز بين الأصوات المقلدة والأصوات الحقيقية من خلال ترتيب التنفس. في المقابل، أشار الناطقون بالصينية إلى معايير مختلفة مثل الإيقاع وسرعة الحديث.
ومن المعروف أن استخدام التقنيات الصوتية المقلدة يمكن أن يُستغل في أنشطة احتيالية، حيث يمكن للمحتالين استنساخ أصوات الأفراد بهدف الحصول على أموال أو معلومات. وهذا النوع من الاحتيال يزيد القلق، خاصةً مع تطور الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه تقليد الأصوات بدقة متناهية. وأبدى الباحثون قلقهم من هذه التطورات، ودعوا إلى تطوير أدوات تكنولوجية أكثر تقدمًا لاكتشاف التلاعب بالأصوات. وبالرغم من أن نتائج الدراسة قد تأثرت بوعي المشاركين بأنهم يشاركون في تجربة، إلا أنها تسلط الضوء على ضرورة التحسين المستمر لتلك الأدوات للحد من تهديدات التلاعب بالأصوات المستقبلية.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.