شهدت تويتر في الآونة الأخيرة تحديات كبيرة، بما في ذلك فقدان جزء كبير من إعلاناتها وتراجع عائداتها المالية. ومن بين الشخصيات البارزة التي ساهمت في هذا التراجع، يبرز اسم إيلون ماسك، الملياردير ورائد الأعمال المعروف بتأسيسه لشركات مثل تيسلا وسبيس إكس ،بحسب الملياردير إيلون ماسك، فإن شبكة التواصل الاجتماعي تويتر (Twitter) فقدت حوالي نصف إيراداتها الإعلانية. وجاءت تصريحات ماسك ردًا على مستخدم قدم اقتراحات استراتيجية بشأن مستقبل المنصة.
في العام الماضي، أثار ماسك ضجة كبيرة على منصة تويتر، حيث قام بنشر تغريدات ذات طابع مثير للجدل والتي تسببت في تقلبات كبيرة في سوق الأسهم. واشتهر ماسك بنشاطه الكبير على تويتر وقدرته على التأثير على الرأي العام والأسواق المالية من خلال تغريداته. ومع ذلك، تسببت تلك التغريدات في انخفاض كبير في سعر أسهم الشركات التابعة لماسك، وأدت إلى آثار سلبية على تويتر أيضًا.
وقال ماسك في تغريدة على تويتر يوم السبت الماضي: “إننا نعاني من تدفق نقدي سلبي بسبب تراجع الإيرادات الإعلانية بنسبة تقرب من 50% وأعباء مرتبطة بالمديونية”. وأضاف أنه يجب تحقيق تدفق نقدي إيجابي قبل الاستفادة من فوائد النموذج التجاري. ولم يقدم مزيدًا من التفاصيل بشأن هذا الأمر.
استدعت الخطوات التي اتخذها إيلون ماسك بعد شراءه لتويتر انتقادات من قبل المستخدمين والمعلنين. وفي شهر مايو، أشار تقرير من شركة “إنسايدر إنتلجنس” (Insider Intelligence) إلى أن تويتر قد تحقق أرباحًا تقل عن 3 مليارات دولار في عام 2023، مما يمثل انخفاضًا بنسبة تقرب من الثلث مقارنة بعام 2022.
وفقًا للبيانات الإحصائية والتقارير المالية الأخيرة، فإن تويتر تكبدت خسائر جسيمة جراء تأثير تغريدات ماسك على سوق الأسهم. وفي الربع الثاني من العام الجاري، تراجعت إيرادات الإعلانات لتويتر بنسبة تقترب من النصف. وتحديدًا، انخفضت إيرادات الإعلانات من 1.05 مليار دولار في الربع الأول من العام إلى 563 مليون دولار في الربع الثاني، وهو تراجع حاد يبلغ حوالي 46%.
قام ماسك باتخاذ خطوات إضافية زادت من استياء المستخدمين، بما في ذلك إعلانه في بداية يوليو عن تقييد عدد التغريدات المسموح بقراءتها يوميًا. وأعلنت تويتر بعد ذلك عن تقييد خدمة “تويت دك” (TweetDeck) للحسابات الموثقة اعتبارًا من الشهر المقبل، وهي الخدمة التي يستخدمها المتخصصون في مجال الإعلام.
إن فقدان تويتر لنصف عائداتها الإعلانية يظهر أن قوة تأثير إيلون ماسك ليست محدودة على التكنولوجيا والصناعة فحسب، بل تمتد أيضًا إلى عالم السوشيال ميديا والأعمال المالية. وهذا يجب أن يكون درسًا للشركات والمستثمرين على حد سواء، حيث يتعين عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار تأثير الشخصيات البارزة وقدرتهم على التأثير على سوق الأسهم وسير الأعمال.
بشكل عام، تعتبر حالة تويتر نموذجًا حيًا لكيفية تأثير الشخصيات العامة على الأسواق المالية والأعمال التجارية. ومع استمرار تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد قوة تأثيرها، يجب أن يكون للمستثمرين والشركات استراتيجية واضحة للتعامل مع تلك التحديات والتغيرات المحتملة في المنظومة الاقتصادية والمالية.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.