أقدمت جوجل بخطوة جديدة في عالم الإنترنت عندما قررت إتاحة شراء نطاقات المواقع الإلكترونية بلواحق Zip وmov. وعلى الرغم من أن هذه اللواحق تم تقديمها للمرة الأولى عام 2014، إلا أن قرار جوجل بالسماح بشرائها للجميع جذب الانتباه وأثار مخاوف أمنية.
النطاقات الجديدة قد تسبب الخلط بين الملفات التي تحمل هذه اللواحق وبين المواقع الإنترنت الخبيثة التي تستهدف المستخدمين. وقد بدأت هذه المخاوف تتحول إلى حقيقة عندما ظهرت العديد من المواقع الخبيثة التي تستخدم اللواحق الجديدة، وسط تحذيرات أمنية متزايدة من الخبراء.
تدعي شركة جوجل أن نطاقات المستوى الأعلى العامة (gTLDs) مفيدة للمواقع الإلكترونية للتعبيرعن هويتها وتعزيز الإبداع والأعمال. ومع وجود مئات النطاقات المعتمدة مسبقًا في قائمتها، قامت جوجل أخيرًا بإضافة بعض النطاقات المثيرة للقلق مثل zip وmov، والتي قد تستغل في استهداف المستخدمين بالاحتيال والتصيد الإلكتروني.
إقرأ أيضاََ:جوجل تطرح فكرة استبدال كلمات المرور بمفاتيح المرور لتحسين الأمان، تعرف على الاختلافات بينهما
وفي الفترة الأخيرة، أعلنت جوجل عن إطلاقها لشراء 8 نطاقات جديدة ضمن نطاقات الإنترنت من المستوى الأعلى، وقد جاءت أسماؤها متنوعة تتضمن ألقاب الأباء والخريجين وكذلك أسماء ترتبط بالتكنولوجيا. ومن بين هذه النطاقات الجديدة هم dad وphd وprof وfoo وesq وnexus وzip وmov. ورغم أن النطاقات الأولى كانت بلا مشكلة، إلا أن النقاش بدأ يتصاعد بشأن العواقب المحتملة لاستخدام النطاقين zip وmov على الإنترنت وتأثيرهما على الأمان العام للويب.
باتت التحديات الأمنية المحتملة تحظى بأهمية كبيرة، وعلى جوجل أن تتبع سياسات صارمة للتحقق من صحة المواقع ومصداقيتها والتعامل مع النشاطات الخبيثة بسرعة وفعالية. ومن جهتهم، ينبغي على المستخدمين أن يكونوا حذرين ويأخذوا الاحتياطات اللازمة عند تصفح الإنترنت والتحقق من مصداقية المواقع التي يتفاعلون معها.
في خطوة مثيرة للجدل، قررت شركة جوجل السماح للجمهور بشراء نطاقات zip وmov، وهما من التنسيقات الشهيرة التي تُستخدم للملفات المضغوطة ومقاطع الفيديو على التوالي. وقد أثار هذا القرار موجة من اللغط والمخاوف حول الأمان على الإنترنت.
منذ عام 2014، كانت هاتين النطاقتين مسجلتين في نظام أسماء النطاقات التابع لهيئة أرقام النت، وكان غير ممكن للعموم شرائهما. ومع ذلك، تغيرت الأمور الآن، ويمكن لأي شخص شراء نطاق zip أو mov واستخدامه حسب رغبته.
وهنا تكمن المشكلة، فبمجرد أن أصبحت هاتين النطاقتين متاحتين للجميع، تم تحذير الجمهور من احتمالية حدوث خلط بين أسماء النطاقات وتنسيقات الملفات. فقد يستغل المجرمون هذا الخلط لتنفيذ هجمات احتيالية جديدة واستهداف المستخدمين بسهولة.
تحذيرات الباحثين حول هذه التهديدات الأمنية الجديدة تتصاعد، حيث يمكن للمجرمين استغلال “الامتدادات الشائعة” مثل البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي لنشر عناوين URL خبيثة تبدو كأنها شرعية. وبهذا النحو، يتمكن القراصنة من الوصول إلى جهاز المستخدم وتنفيذ هجمات احتيالية أو تثبيت برامج ضارة عليه.
عندما يصبح نطاق zip وmov جزءًا من نطاقات المستوى الأعلى (TLDs)، فإن خدمات الإنترنت وتطبيقات المحمول تتعامل مع العناوين المكتوبة بتلك التنسيقات على أنها عناوين URL يمكن فتحها في المتصفح. وهذا قد يؤدي إلى حدوث الارتباك بين المستخدمين وتشويه تجربة تصفح الإنترنت.
لم تتوقف التهديدات عند هذا الحد، فقد قدم الباحثون تكتيكات جديدة لاستغلال هذه النطاقات المتاحة حديثًا، حيث يمكن استخدام أحرف الترميز الموحد والرمز “@” لتحديد المستخدم، مما يتيح للمجرمين إمكانية مشاركة عناوين URL خبيثة تبدو شرعية. هذا التطور يضع بيئة الإنترنت في مواجهة تحديات أمنية جديدة تتطلب اهتمامًا من مشغلي المتصفحات والشركات المعنية.
وفي الوقت الحالي، بدأ المجرمون بالفعل في استغلال هذه الفرصة الجديدة، حيث ظهرت صفحات مشبوهة بعنوان “microsoft-office.zip” تستهدف مستخدمي الإنترنت بهدف سرقة حسابات مايكروسوفت.
بينما يستمر الجدل حول هذه المسألة، هناك اتفاق على أنه يجب معالجة هذه التحديات الأمنية بشكل جدي وفوري. فبيئة الإنترنت المتطورة قد تكون مغرية للغاية، لكنها تحمل أيضًا مخاطر تتطلب اهتماماً دائمًا وحلولًا مبتكرة لضمان الأمان الرقمي للجميع.
الإجراءات الوقائية:
لا شك أن جوجل ستضع سياسات صارمة لمراقبة ومتابعة استخدام نطاقات الإنترنت بهذه اللواحق. ستتطلب هذه الإجراءات تحليل دقيق للمواقع والتحقق من صحتها ومصداقيتها. قد تحتاج جوجل أيضًا إلى تطوير نظام للإبلاغ عن المواقع الاحتيالية أو الضارة والتعامل معها على الفور.
كما ينبغي على المستخدمين أن يكونوا على أهبة الاستعداد وأن يكونوا حذرين أثناء تصفح الإنترنت. عليهم التأكد من صحة المواقع التي يقومون بزيارتها وتجنب إدخال معلومات حساسة على مواقع غير موثوقة.
في النهاية، فإن هذه الخطوة التي قامت بها جوجل تشكل تحولًا جديدًا في مجال الإنترنت، ولكنها تأتي مع تحديات أمنية يجب التصدي لها بحكمة وحذر للحفاظ على أمان المستخدمين وسلامة تجربتهم على الإنترنت. إن مستقبل نطاقات الإنترنت بلواحق Zip وmov يبقى موضوعًا للمتابعة والمراقبة، ومن المهم أن يعمل الجميع سويًا للحفاظ على أمان الإنترنت وحماية مستخدميها.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.